“كلاسيكو” الترجي والأهلي.. صدام متجدد على زعامة إفريقيا
ولا تبدو مواجهة الترجي، الملقب بفريق “غول إفريقيا” والنادي الأهلي المعروف بـ”فريق القرن” مجرد مباراة كروية في سياق المسابقات الإفريقية للأندية، لكنها تحولت إلى مواجهة كلاسيكية أو “كلاسيكو إفريقي” تخفي صراعا متجددا على زعامة الكرة في القارة السمراء وتجمع إثنين من أكثر الأندية حضورا في الواجهة ومراهنة على الألقاب.
وتعد مباراة “فريق باب سويقة” وفريق “القلعة الحمراء” المواجهة الأكثر تكرارا في مسابقة دوري أبطال إفريقيا ذلك أن الفريقين التقيا في 22 مباراة بالتمام والكمال منذ أول مواجهة بينهما في نسخة موسم 1989ـ 1990، فضلا عن مواجهتين أخريين في كأس الكنفدرالية خلال مشاركتهما في دور المجموعات لنسخة المسابقة لسنة 2015.
النهائي الثالث.. لمن الغلبة؟
وعندما تعطى إشارة انطلاق مباراة ذهاب نهائي دوري الأبطال السبت، سيصطدم الفريقان وجها لوجه للمرة الثالثة في المشهد الختامي للبطولة وذلك بعد أن التقيا في مناسبتين سابقتين في الدور النهائي، الأولى في نسخة 2012، وتوج فريق القرن باللقب بعد التعادل في القاهرة (1 ـ 1) ثم الفوز في تونس (2 ـ 1) والثانية في 2018 عندما قلب الترجي التونسي الطاولة على منافسه، وحقق الفوز (3 ـ 0) إيابا في رادس بعد أن خسر مواجهة الذهاب في الاسكندرية (3 ـ1).
ويطمح الترجي لإحراز اللقب الخامس في تاريخه بدوري أبطال إفريقيا، والأول منذ 2019، وذلك عندما يدخل مواجهة الذهاب متسلحا بتشكيلة فرضت سيطرتها على أدوار خروج المغلوب بتحقيق نتائج لافتة في ربع النهائي ونصف النهائي.
وبقيادة حارس مرماه المتألق أمان الله مميش ولاعب الدفاع ياسين مرياح، يسعى الترجي إلى الاستمرار في نتائجه الإيجابية وعدم تلقي أي هدف للمباراة التاسعة تواليا، وهي أطول سلسلة إيجابية في نسخة العام الحالي من دوري الأبطال، إذ حافظ الحارس مميش على نظافة شباكه في آخر 8 مباريات ضمن البطولة القارية ولم تهتز شباكه منذ ديسمبر 2023.
وبعد أن حقق الفوز ذهابا وإيابا على صان داونز الجنوب إفريقي في نصف النهائي (1 ـ 0) و( 1 ـ 0)، يسعى الترجي إلى الإطاحة بالأهلي في النهائي وتجريده من لقبه، وذلك بحسب تصريح لاعبه ياسين مرياح لوسائل الإعلام بعد بداية أولى الحصص التدريبية للفريق الأحمر والأصفر استعدادا لموقعة ملعب رادس.
وقال مرياح: “أعتقد أن الترجي والأهلي هما أكبر الفرق في القارة وبالتالي فالمباراة لا يمكن التكهن بمصيرها والحظوظ ستكون متساوية بين الطرفين لأن لكل فريق أسلحته التي سيظهرها في مواجهة رادس ثم في القاهرة أين سيكون الحسم حسب اعتقادي لأن الشوط الأول على ملعبنا لن يكون حاسما في كل الأحوال.”
وأضاف المدافع الذي يخوض أول نهائي قاري في مشواره الكروي: “الترجي يدرك جيدا أهمية مباراة الذهاب، نتطلع للخروج بنتيجة إيجابية لتمهيد الطريق نحو التتويج باللقب بعد أن حققنا المهم وهو التأهل لكأس العالم للأندية 2025، أعتقد أن الفوز على صان داونز ذهابا وإيابا في نصف النهائي سيكون بمثابة الحافز لنا لمواصلة المسيرة بثبات رغم أن الأهلي يملك خبرة كبيرة بدوري أبطال إفريقيا ويسعى للحفاظ على اللقب، ثقتنا كبيرة بأنفسنا لنهدي جماهيرنا لقبا قاريا جديدا ونعيد الترجي إلى مكانته المرموقة في القارة الإفريقية”.
وحقق الترجي مسيرة مذهلة في المباريات الأخيرة بدوري الأبطال إذ فاز على صان داونز في نصف النهائي في الذهاب والعودة، كما عاد بالتأهل من أرض أسيك الإيفواري بركلات الترجيح، وقبل ذلك حقق الفوز على النجم الساحلي والهلال السوداني بدور المجموعات.
وينتظر أن تشهد مباراة النهائي على ملعب رادس حضورا جماهيريا غفيرا باعتبار أن السلطات التونسية رفعت عدد الجماهير المسموح بحضورها إلى 34 ألف متفرج بعد ارتفاع الطلب على حضور المباراة وتشجيع شيخ الأندية التونسية.
مواجهة كلاسيكية تكررت 22 مرة
ويملك الترجي التونسي في خزائنه الفارية 4 ألقاب لدوري أبطال إفريقيا أحرزها سنوات 1994 و2011 و2018 و2019، كما خسر النهائي في 4 مناسبات وذلك في أعوام 1999 و2000 و2010 و2012، وبلغ نصف النهائي في خمس مناسبات سنوات 2001 و2004 و2013 و2021 و2023.
أما الأهلي المصري فيملك الرقم القياسي في عدد التتويجات باللقب برصيد 11 لقبا وذلك سنوات 1982 و1987 و2001 و2005 و2006 و2008 و2012 و2013 و2020 و2021 و2023.
وخسر الأهلي المباراة النهائية 5 مرات، علما أن فريق القرن يحمل الرقم القياسي في عدد الوصول للدور النهائي بصفة متتالية وذلك بالوصول إلى النهائي 5 مرات على التوالي وذلك أعوام 2020 و2021 و2022 و2023 والنسخة الحالية.
وفي المواجهات المباشرة بين الترجي والأهلي لحساب دوري الأبطال، تبدو سيطرة الفريق المصري واضحة وذلك بفوزه في 10 مناسبات مقابل فوز الترجي في 4 مباريات في حين حسم التعادل 8 مباريات، كما يملك الأهلي أسبقية معنوية على حساب الترجي كونه حقق الفوز في آخر 4 مباريات جمعت الفريقين سواء في القاهرة أو في تونس وآخرها العام الماضي في نصف النهائي.